{[['']]}
يبدو ياصديقي (......) أن لديك من التفاؤل والتطلعات والهواجس الشيء الكثيربإمكانية إستمرار الوحدة ( النكبة ) وبناء ما تُسمىِّ بالدولة اليمنية المدنية الحديثة ويقيني إنك تسلتهم ذلك من مجالستك ومعايشتك لعدد من الأخوة المثقفين الشماليين الذين لانشك في قدراتهم المعرفية وشغفهم في تغيير الواقع ونشدان الدولة الحديثة .. ولكنهم في واقع الأمر غير قادرين على إحداث أي تحولات من التي تنشدها وينشدوها لا الآن ولا حتى في المستقبل لأن ثورتهم خُطفت منهم ومابرحت القوى القبلية المتخلفة هي المهيمنة وهي التي تمسك بالناصية و تمتلك القوة والثروة وتُحكم بالقبضة على كل المفاصل .. وتالياً : عزيزي لا أمل في بلوغ ما تنشده وينشده أخواننا في الشمال إلاإذا حدثت معجزه .. وحسبي ان أقول أن كل ما تفعله هو ليس أكثر من رسم على الرمال ..إنك تتعلق بوهم وسراب .. وإعلم ياصديقي إننا أخوانك في الجنوب الثائر يئسنا من الوحدة كما يئس الكفار من أهل القبور . ربما أنت لاتضع حساب للزمن أو تناسيت إن لنا قرابة العشرين عام منذ يوم الوحدة ( النكبة ) ونحن نرزح تحت عبثية تلك القوى الهمجية المتخلفة التي أستباحت أرضنا وما عليها وقتلت من أبنائنا في هذه المده أكثر مما فعله المستعمر الإنجليزي في 129عام . لك أن تتفكر أيها العزيز الطيب كم سندفع من الثمن لو أستطال علينا الوقت ؟! . قد لايكون هذا الكلام كافياً لإقناعك فأزيد لك هذه التساؤلات : أما ترى معي ياصديقي إن هؤلاء المحتلين يقتلوننا بالتقسيط المريح لهم وأن هذا التقسيط للقتل بلغ الآلاف والجرحى والمعتقلين بالآلاف أيضا وانهم لن يتورعوا عن طريقتهم هذه حتى يخرسوا أصواتنا المطالبة بالحرية والإستقلال ؟! ثم أما تشاهد وترى أنهم منذ أن أجتاحوا بلدنا بالقوة العسكرية وحتى اللحظة يسعون لفرض فوضوية عارمة في داخل جنوبنا المحتل لتـتويهنا وصرفنا عن التفكير بقضايانا الرئيسية وأنهم مافتئوا يُصدِّرون إلينا كل ماهو سيِّء ومتخلف وفي الوقت نفسه يقتلعون من على واقعنا كل الإيجابيات لتسود حياتنا بالبؤس والشقاء والنكد والتناحر والجهل والمخافة والمهانة .. وقد باتت كل هذه المساوئ مجتمعة هي المستوليه على واقعنا اليوم والآتي سيكون أسوأ منه بكثير جداً إذا رضخنا أكثر . إني أتلمَّس منك وبمنتهى المودَّة أن تقارن واقعنا ماقبل عشرين عام بالواقع الذي نعيشه اليوم ، وتحكم في ذلك بعقلك لا بعاطفتك . يا عزيزي إني هنا لم أسُق لك من معاناة شعبك إلا القليل وإن ما تعلمه شخصياً أدهى وأمر في جوانب عدَّة كالإستيلاء على الثروات والممتلكات العامة والشخصية وتسريح الموظفين وتركين أصحاب الكفاءات المؤهلين والقادة وبيع مصانع القطاع العام والرمي بموضفيها إلى الشوارع و..و.. إلخ . إن خلاصة كلامي ياصديقي هو أن أستوقفك أمام أمر بالغ الأهمية وهو أن الشعب الجنوبي بعد كل هذه المعاناة قد كفر بالوحدة – ( النَّكبة ) وأستيأس من كل الحلول حتى النخاع ولم يبق أمامه إلا طريق واحد هو الإستقلال ودونه الموت فهو أرحم من عبثيتهم بنا وقتلهم لنا بالتقسيط . لست أهذي ياصديقي فأنبائي من الميادين والساحات الجنوبية حيث الجماهيرالغالبة تردد : (إما أستعدنا الكرامة أو الموت على الميادين ). وختاماً تقبل خالص المودَّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق