{[['']]}
ليه يالمضنون كثّرت الوعود؟
بالعيون السود ذي تسبي الأسود * صادني الرغدود منسوب الجدود
وأدعّى النكران عني والجحود
* * *
باهي الأوجـــان في خــده ورود * تحرس الأعيـــــان صدره والنهود
* * *
كم سهرت الليل راجي لك تجود * عـدّد الســــاعات للُّقيــــاء عــدود
وانت ليه يا سيدْ في طبعك شرود
* * *
بأ سمر ليله عـلى مزهـر وعود * با احتفـــل بك فيه والعـــالم رقود
با تهجّـد بـك بأشـــواقي هجود
* * *
ما احسن الأيام ذي وحْنَا سدود * والذي قــــد فــات ماضي لن يعود
با ابذل الغالي وللوارث عمود
المفردات: بأ: بألف مهموزة مُشبعة (velarized) هي تحريف للفظة (أبغى) لأن اللحجي ينطق الغين ألفاً، فنتج الإشباع للتعويض عن الألفين: أي الغين والألف المقصورة.
الشاعر: عبدالخالق مفتاح. (1925 ــ 2007) ولد بحوطة لحج. شاعر غنائي جميل، حلو المعاني، رفيق بالغواني، وهو شاعر يدرك سرَّ القصيد، ويتقن فنَّ توظيف الروي في خدمة القافية. من أغانيه المشهورة بالعيون السود) لحن محمد سعد صنعاني وغناء عبدالكريم توفيق و(مع النسنوس والبردة) غناها حسن القبيح، (ذا حالي السلوب) من لحن صلاج ناصر كرد وغناء عبدالكريم توفيق. و(كفايه صدك ياهلي) و(ياراعيه بين البوادي) لحن أحمد سالم مهيد. ومن لحن وغناء توفيق : (مجرب). ومن قصائده الجميلة (عشاق تضحك على عشاق) وفيها يصف الزيارات (الموالد) وهي احتفالات اللحوج الشعبية الشهرية التي كانت تقام للأولياء الصالحين. توفي في الحوطة وتوفي يوم الخميس13 يوليو2007م.
الملحن والمطرب: محمد سعد صنعاني ( 1920 ـ 1991 ). ولد في مدينة الحوطة بلحج في أسرة فنية. اشتغل معلماً في المدرسة المحسنية بالحوطة، ثم مدرساً للموسيقى بإدارة الثقافة بلحج بعد أن درس أصول علم الموسيقي بالمراسلة مع (معهد عرابي) بمصر نال بها شهادة تفوق. هو شاعر ومغني وملحن وعازف ورائد في وضع المقدمات الموسيقية للأغاني، وحذف ربع التون .. صوت محمد سعد شجي عذب وألحانه متميزة تنحو بالأغنية اليمنية عامة واللون اللحجي بشكل خاص نحو التجديد. من اشهر ألحانه: (بالعيون السود) للشاعر عبد الخالق مفتاح ، و(لوعتي) التي تفرد في أدائها عبدالكريم توفيق،(جاهل زين)،(يا نجوم الليل)، (يا اللي وعدت القلب) و (هاتها بالله هات) و(يا شاكي غرامك). وهو شاعر مرهف ينحو لفظه نحو الفصيح؛ ومن قصائده المغناة: (بكشفه للثام)،(مع النسنوس والبردة) غناها القبيح،(قل للذي أمسى بلحظه آسرى)، (يا صباح الرضا يا حبيبي)، (قل للذي أمسى بلحظة آمري)، (طلع الفجر الجديد)،(مسكنك قلبي دلا به) لإبن الفارض و (ردد التغريد).. توفي يوم عيد الأضحى 22 يونيو 1991م في حوطة لحج. نشرنا عنه مقالة: (الصنعاني.. فم الطرب).
المطرب: عبدالكريم عبدالله توفيق من مواليد مدينة الحوطة لحج عام 1946م. يتحدّر من بيت فني فأبوه (عبدالله توفيق) مطرب معروف، وخاله الفنان (هادي سعد). أُلحِقَ كريم بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1958م صغيراً فتعهّده كبار مطربي لحج وشعرائها. كذلك شجعه على الغناء أستاذاه: الفنان حسن عطا الذي ألحقه بالندوة الموسيقية اللحجية إبان قيادة الموسيقار فضل محمد اللحجي لها، ومحمد سعد صنعاني الذي أعطاه عدة ألحان نال بها شهرة. غنى من ألحان الصنعاني: (بالعيون السود) كلمات مفتاح، و(لوعتي) كلمات سالم باجهل، وأغنيتي: (يا قلبي الجريح) و(بداية الحب نظرة) من شعر صالح نصيب ولحن الموسيقار فضل اللحجي، وسجلهما في الكويت عام 1964م. عبدالكريم توفيق صوتٌ شجيّ مُطرِب، فيه مَدٌّ وامتدادٌ وسحر، ينثال حِلّ الغناء كشلالات جحاف ، وفيه تكسرّات موج صيره والغدير. صوت بعيد الغور اتساعاً وارتفاعا، وفيه حنانٌ تَمُوجُ فيه الجراح آهاتٍ وآهات .. يتميز بإتقان قراءة النص وحُسن أدائه وجدّيته وعلى أدائه يُعتمَد في تدوين الأغنية اللحجية والإنطراب لها. نشرت عنه في جريدة (الثقافية) مقالة: ( توفيق سلطان الطرب العبدلي) مثبته بالمدونة.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه، وأما هود فيلقبه جمهوره (ربّان الطرب).ولد عبود في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: “ الوهط دار المسرة“، “ الصاعد من مقام الروَاد” و “فرحة العود في طرب عبود“.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق